السعادة الوظيفية Options
السعادة الوظيفية Options
Blog Article
كي يكون الموظف سعيداً في عمله عليه فصل العمل عن الحياة الشخصية، فلا يجب أن ينقل عمله إلى المنزل ويسعى إلى إنهاء عمله مُهمِلَاً حياته الشخصية، وخلاف ذلك صحيح أيضاً، لذلك تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية سينعكس إيجاباً على العمل.
يركِّز اهتمام تحفيز الموظفين على الجانب المالي منذ ظهور علم الإدارة؛ ومن ثَمَّ ظهر تيار جديد ركَّز اهتمامه على العوامل النفسية والاجتماعية والذاتية؛ ومن ثَمَّ توالت الأبحاث عن أفضل الطرائق لتحفيز العاملين ودفعهم إلى حب العمل وتحقيق سعادتهم الوظيفية التي بدورها تزيد من إنتاجيتهم.
من جهته، قال مروان المهيري الرئيس التنفيذي للسعادة في دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، تولي الدائرة اهتماماً ملحوظاً بجمهورها الخارجي والمتعاملين من خلال إطلاق المبادرات التي تدخل الفرحة على قلوبهم، ودشنت الدائرة مركز سعادة المتعاملين الذي يرفع البسمة شعاراً دائماً للعمل ويحتضن المركز كوادر بشرية قادرة على التعامل مع كافة فئات وشرائح المجتمع فسعادة المتعامل ورضاه هو الهدف الذي ننشده.
والعاملون الذين يشعرون بالسعادة الإيجابية يتسمون بالرضا والاندماج الوظيفي، والاستقلالية، ومقاومة ضغوط العمل، وسعيهم إلى التطور المهني والشخصي، وزيادة فاعليتهم وكفاءتهم الوظيفية، بجانب قدرتهم على بناء علاقات مع الآخرين بسهولة.
وأضافت أن هناك برنامجاً يختص بالاهتمام بصحة الموظفين والتغلب على التحديات التي قد تواجههم وتؤثر على أدائهم المهني ويطلق عليه "الصحة سعادة"، مشيرة إلى برنامج آخر يدعى (الرياضة سعادة) ويعمل على إقامة فعاليات متعددة تعمل على نشر وتحفيز الموظفين للاهتمام بالرياضة، خاصة أنها تنعكس إيجاباً على مردودهم الإنتاجي والشعور بالنشاط الدائم والمتجدد.
وأضاف: "إن ثقافة السعادة ترتكز بشكل رئيس على حب البذل والعطاء، والسعي لتحقيق سعادة الآخرين، وتقديم الشكر والامتنان والتقدير للآخرين، وعلى القيم الإيجابية الأخرى كالاحترام، والعدالة، وغيرها، كما تتطلب السعادة تعزيز بعض المهارات لدى الموظفين مثل اليقظة الذهنية، والذكاء العاطفي، ويتعين على المؤسسات مراقبة مستويات السعادة لدى مختلف الفئات المعنية بشكل مستمر، من خلال أدوات قياس السعادة، كاستطلاعات الرأي، والاستبيانات، مع ضرورة أن تكون تلك القياسات بمنهجيات علمية تضمن دقة مخرجاتها ومؤشراتها.
تؤدي السعادة إلى النجاح في جميع مجالات الحياة لا سيما في المهن والوظائف؛ فالموظفون السعداء يحققون أداء أفضل وتقييماً أعلى، ويشعرون بالأمن الوظيفي، ويقل معدل غياباتهم، وتزيد فرصة ابتعادهم عن العادات السيئة؛ لذا حاول أن تجعل من مكان العمل أكثر جاذبية؛ ليثير اهتمام الموظفين للقدوم إليه يومياً، وصمِّم نشاطات ذات معنى ومشتركة للموظفين تشعرهم بأهميتهم وقيمتهم، ويجب أن تدرك أنَّ بقاء المنظمة مرهون ببقاء الموظفين، فإذا أنجزوا مهامهم كما خُطِّط لها من قبل سوف تحقق المنظمة أهدافها وتعم المنفعة للجميع، والاستقرار في العمل؛ فالشعور بالأمن النفسي سر بقاء المنظمات واستمراريتها.
لكي يعمل الشخص طوال اليوم دون ملل أو كلل عليه أن يسعى للعمل في المجال الذي يحبه، أما إذا لم يتمكن الشخص من العمل في المجال الذي يحبه فعليه أن يحب ما يعمل حتى يستطيع أن يعمل ما يحبه ويصل إليه.
لجعل بيئة العمل أكثر راحة يمكن للمديرين قضاء بعض الوقت مع الموظفين للتعرف إليهم والتقرب منهم، وبالطبع يتم ذلك خارج أوقات العمل، فمثلاً يمكن تنظيم رحلة خاصة بالشركة في عطلة نهاية الأسبوع ومن يرغب من الموظفين يمكنه الانضمام إليها باختلاف مكانته أو منصبه في الشركة.
يمثل تحفيز الموظفين جانباً هاماً من الجوانب التي يجب على القادة والمديرين والمنظمات عامة الاهتمام بها، ويمثل الموظفون العامل الحاسم والدعامة الأساسية في أي منظمة تسعى وراء تحقيق رؤيتها وأهدافها وضمان إنتاجية وكفاءة أكبر.
لا يمكن للإنسان النجاح بأي أمر دون وجود الحب الذي يعطيه الشغف والاندفاع لهذا الأمر، والعمل أحد تلك الأمور التي لا تشعر بها بالسعادة إن لم تحبه، لذلك إذا أردت السعادة الوظيفية فعليك اختيار عمل تحبه ولا تجعل المردود المادي هو ما يقرر العمل الذي ستعمل به؛ وذلك لأنَّ حاجات الإنسان لا تنتهي، كما أنَّها متغيرة باستمرار، ولا تنسَ نون أنَّ حاجة الإنسان إلى الراحة النفسية والاستقرار الذي يشعره بالسعادة لا يقلان أهمية عن حاجته إلى الماء والهواء والطعام.
كما يقول "شكسبير": "يمكننا عمل الكثير بالحق، لكن بالحب أكثر"، لذلك كان وما زال الموظف السعيد هو صاحب الإنتاجية الأعلى في عمله والأكثر إبداعاً وابتكاراً بين زملائه، وهذا ينعكس إيجاباً عليه وعلى أصحاب العمل وبيئة العمل.
لا ينتظر الموظف المكافأة المادية فقط ليشعر بأهميته في عمله وأنَّه عنصر مفيد للشركة لا يمكن الاستغناء عنه؛ إنَّما يمكنه الشعور بذلك أيضاً إن تم شكره من قِبل رئيسه في العمل، ويمكن ذلك عن طريق الشكر في اجتماعات الشركة أو بإرسال رسالة بواسطة البريد الإلكتروني له أو بتخصيص لوحة إعلانات يتم عرض فيها إنجازات الأشخاص المميزين والمجتهدين في الشركة.
لا تتردد في تطوير مهاراتك والسعي للتحسين المستمر. استكشف وسائل جديدة وطرائق مبتكرة لإنجاز الأعمال.